أهلاً وسهلاً
بحضورك أشرقت الدار
وبانضمامك الينا
سعدنا كثير وغمرتنا الفرحة
وكلنا شوق لاطلالتك علينا
كل يوم
بحضورك البهي
وما سيجود فيه قلمك
من همسات ومشاركات
فقد تهيئت قلوبنا قبل صفحات منتدانا
لاستقبال عبق حروفك
وبوح قلمك
وتقبل امنياتي بقضاء أجمل وأسعد الأوقات
وأكثرها فائدة لنا ولك
وأهلاً وسهلاً
أهلاً وسهلاً
بحضورك أشرقت الدار
وبانضمامك الينا
سعدنا كثير وغمرتنا الفرحة
وكلنا شوق لاطلالتك علينا
كل يوم
بحضورك البهي
وما سيجود فيه قلمك
من همسات ومشاركات
فقد تهيئت قلوبنا قبل صفحات منتدانا
لاستقبال عبق حروفك
وبوح قلمك
وتقبل امنياتي بقضاء أجمل وأسعد الأوقات
وأكثرها فائدة لنا ولك
وأهلاً وسهلاً
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اللمة الجزائرية :: تعرف على الجزائر من أهلها جزائري : منتدى ثقافى ، سياحي ، تعليمي ، نقاشي ، تطويري ، برمجي ، رياضي ، ترفيهي ، سياسي متخصص بالشوؤن الأسرة.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولكل القونين المنتدى

 

 توظيف الرموز الاسطورية --------

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اميرة الورد
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
اميرة الورد


عدد المشركات : 2601
مستواك : 1672
معدل اليومي :: : 34
تاريخ التسجيل: : 05/01/2010
العمر : 35
الموقع : تلمسان

توظيف الرموز الاسطورية -------- Empty
مُساهمةموضوع: توظيف الرموز الاسطورية --------   توظيف الرموز الاسطورية -------- I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 8:06 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: توظيف الرموز الأسطورية في الشعر بين نازك والسياب / العدد الثالث عشر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فضلاعن ذلك كله إن البناء الأسطوري لا يتضمن عنصرا نظريا أو فكريا فحسب بل انهيحمل عنصرا فنيا ذا طابع إبداعي على نحو ما يقول كاسيرر


د. رباب هاشم حسين / كلية التربية / جامعة بغداد




توظيف الرموز الأسطورية
في الشعر بين نازك والسياب
د. رباب هاشم حسين / كلية التربية / جامعة بغداد
المقدمة
بعيداعن محاولتنا ولوج عالم الأسطورة ورموزها يجدر بنا الإحاطة بمجمل الدوافعالتي دعت الشاعر المعاصر إلى اللجوء إلى ذلك التراث الإنساني الموغل فيالقدم ليستلهم منه تلك الأجواء الروحية العميقة وملامح البطولة الإنسانيةالمتفردة التي تجسدت بأفعال الشخصيات الأسطورية وتطلعاتها ومواقفها إزاءالحياة الإنسانية وما يحيط بها من غموض وتعقيد.
وإذا كانت الأساطير فيمضمونها العام حكايات أو قصص غارقة في الخيال والتصورات الخرافية بوصفهامجافية للمنطق الحضاري الحديث فكيف يمكن أن يكون اللقاء بين الشاعرالمعاصر وصانع الأسطورة؟ إن نظرة فاحصة متعمقة في صميم العمل الشعريوالبناء الأسطوري تظهر لنا بجلاء مدى الصلات الحميمة التي تربط بين هاتينالظاهرتين . ولعل أبرز تلك الصلاة هي البناء اللغوي وأسلوب الأداءالتعبيري اللذان يتجاوزان حالة التشابه إلى حالة مهمة من التطابق الذييثير في أذهاننا الاعتقاد بأننا ورثنا من إنسان بتلك الثقافة الأسطوريةالبدائية الكيفية اللغوية التي كان يعبر بها عن تصوره وإدراكه للواقعوإننا برغم ما نملك من نظرة موضوعية ما زلنا نحتفظ بتلك اللغة المفعمةبالحياة والرموز ولعل الصفة الأسطورية للتراكيب اللغوية والمفردات اللفظيةمن المسلمات التي يقوم عليها العلم الحديث في أصل اللغة.
فضلا عن ذلككله إن البناء الأسطوري لا يتضمن عنصرا نظريا أو فكريا فحسب بل انه يحملعنصرا فنيا ذا طابع إبداعي على نحو ما يقول كاسيرر وأول ما يلفت انتباهنافي الأسطورة هو صلتها الوثيقة بالشعر ذلك أن عقل مبدع الأسطورة عقل شاعربل إن الشاعر وصانع الأساطير يعيشان في عالم واحد فلم تعد الأسطورة مرتبطةبمرحلة تاريخية بدائية لان الفن لا ينقد إطلاقا الخيال ألغرائبي الذيتصوره الأساطير بل يتجدد مع كل فنان عظيم في كل العصور.
إن الأسطورةبما تنطوي عليه من طاقات إبداعية فاعلة ومؤثرات تكسب الشعر قدرات فنيةودلالية من خلال خلق علاقات لغوية عميقة السعة والشمول بحيث تصبح بنيةالقصيدة نسيجا فريدا من الدلالات والرموز التي تحيل إلى ذلك العالم الغامضالخفي الذي يتوخى الشاعر تجسيده على المستويات الفكرية والنفسيةوالإنسانية وعن طريق الأسطورة وما تتضمن من عطاء فني وتاريخي تكون إسقاطاتالشاعر الرامزة التي تجعله يوظف الأسطورة توظيفا رامزا يكون في وسعه تخليصاللغة الشعرية من غنائيتها الفجة بواسطة استحداث معادل موضوعي بين الذاتيةوالموضوعية والانطلاق بالتجربة الفردية إلى مستوى التجربة الإنسانيةالكلية.
ولعل القارئ الكريم لا يستغرب أن يستخدم السياب الرموزالأسطورية في شعره لأنه أغرم بها وتوسع في توظيفها منذ بواكيره وقد يتعجبمن توظيف الرموز الأسطورية في شعر نازك الملائكة لان نازك في دراساتالباحثين عزفت عن استخدام الأساطير أو الاهتمام بها وهذا ما دفعنا إلىتأليف هذه الدراسة التي تعقد موازنة بين قدرة السياب الفنية في توظيفالسياب للرموز الأسطورية لتجسيد معالم الموت التاريخي وضرورة الانبعاث منخلال الثورة والتضحية بل عبر عن قضايا إنسانية كبرى لها صلة مباشرة بحاضرالإنسان ومستقبله في حين إن الرموز والإشارات الأسطورية في شعر نازك تكادتتركز في بواكير شعرها من الناحية الزمنية أما في المراحل اللاحقة فإنهاكما يبدو قد عزفت عن تلك التقنية الشعرية واضعة ثقلها على الرموز ذاتالدلالة الخاصة والبناء الشعري ذي السمة الشعرية ولقد حاولت استقراء كلالرموز الأسطورية التي وظفتها نازك في شعرها لجاعل القارئ على بينة حولطبيعة ذلك التوظيف ثم قارنت بين توظيف السياب الفني للرموز الأسطوريةوتوظيف نازك لرفع الحيف عن الإهمال الواضح لظاهرة استخدام الرموزالأسطورية في شعر نازك الملائكة.
توظيف الرموز الأسطورية في الشعر بين نازك والسياب
الرموز الأسطورية في الشعر العربي الحديث الدوافع والمؤثرات:
لايخفى أن من المنجزات المهمة في حركة الشعر الحر على يد الرواد استخدامالأساطير رموزا يوظفونها في بناء القصيدة لتعبر عن أفكار ومعان عميقة وعنرؤى ومضامين طريفة ومكثفة لم يألفها القارئ العربي قبل خمسينات هذا القرنوبدأت تحتل لدى الشعراء المتأثرين بالأدب الأوربي حيزا كبيرا فيالخمسينيات والستينيات... وخاصة في الإنتاج الشعري إلى الحد الذي جعل خليلحاوي يعد استعمال الأسطورة في الشعر الحديث من أهم صفاته (1)
ولعلنالانعدم البحث عن أساطير ودت في الشعر العربي القديم ولأجرم أن نعثر علىرموز أسطورية في الشعر العربي الحديث قبل الرواد ولاسيما لدى جماعةالديوان وابولو ولكن الاستخدام لدى الشعراء الرواد في العراق أخذ اتجاهاأخر أكثر عمقا وأوسع أفقا وأبعد نظرا وأكبر كما ومما لاشك فيه أن هؤلاءالشعراء قد تثقفوا بالثقافة الأجنبية وأطلقوا على الأدب الأوربي عامةوالشعر الغربي خاصة لان شعرهم كما يبدو استقى من الشعراء الأوربيين فكرةاستخدام الاساطير وعلى الرغم من أن الاساطير نتاج (إغريقي أو روماني) لكنهأصبح فيما بعد تراثا أوربيا يتبناه الشعراء الغربيون ويوظفونه في شعرهمولكنه تراث طبيعي للغربيين أولا ولكن شعراءنا سارو إليه بدافع التقليدوبدعوى التجديد(2)على رأي الدكتور علي جواد الطاهر.
إن الشعراء العربالذين لجأوا إلى استخدام الرموز الأسطورية في شعرهم مطلع هذا القرن تأثرابالشعر الغربي واقتباسا لأساليبه كانوا يدركون تماما إن واقعهم وظروفهمالسياسية والفكرية آنذاك هو واقع مشابه للواقع الذي أشار إليه ت.س. اليوتفي قصيدته الأرض الخراب وحين تكون الأرض الخراب بالنسبة ل(ت.س.اليوت)المدينة الخيالية (اليوتوبيا) بكل ما فيها فالأرض الخراب بالنسبة للشعراءالعرب هي أرض بلادهم التي غزتها الحضارة الجديدة وبالتالي فقدان الناسفيها لهويتهم الأصيلة وبما أن الأرض الخراب في قصيدة اليوت تسترد عافيتهابوعد هطول المطر في الجزء الأخير منها فالشعراء العرب قد استفادوا من هذهالفكرة في أسطورة ادونهيس ولذا فان خلاصهم يتحقق حسب اعتقادهم من خلالالتضحية ويتضح ذلك مثلا لدى الشاعر يوسف الخال الذي يرى أن تجاوز الواقعالمر إلى مستقبل مشرق لن يكون إلا من خلال الموت (التضحية) الذي يتبعهواقع جديد (البعث) وانطلاقا من هذا المبدأ لجأ يوسف الخال إلى توظيفأسطورة 0تموز) لما فيها من دلالة رمزية كان ينشدها.
ومن أوائل الذينأفادوا من أسطورة تموز وتوظيفها في الشعر العربي بدر شاكر السياب وعلىأحمد سعيد الذي لقب نفسه ب(أدونيس) وهو الاسم الإغريقي ل(تموز) ففي قصيدتهالبعث والرماد (1957) خير مثال على التعبير عن موقفه السياسي تجاهواقعه.(3)
ومن الطبيعي إن تتحدد دوافع استخدام الاساطير بين التقليدللشعراء الغربيين أمثال ت.س.اليوت t.s.eliot واديث سيتويل edith sitwellوجون كيتس gohn keats وشيللي shelley وغيرهم وبين البحث عن الأبعادوالدلالات الرمزية أو الرجعة إلى الحياة البدائية الساذجة للتخلص من تعقيدالحياة أو البحث عن معين فني بعيد عن مادة الحياة فيه غذاء للخيال وانطلاقمن حدود العقل (4). ومن الجدير بالإشارة أن الشعراء الرواد – وخاصة السيابوالبياتي – حين استخدموا الاساطير أضافوا إضافة نوعية إلى الشعر العربيالتحديث وحسبهم أنهم وظفوه في كيان قصيدة عربية مكتوبة بلغة عربية وأفكارعربية وجها ولسانا بالرغم من التأثر بالشعراء الأوربيين ولقد نجحوا أيمانجاح.
إن قضية التأثر والتأثير واردة هنا ولا ضير فيها في ظننا لانالاساطير أصبحت تراثا عالميا وانسانيا فيها من شمول الدلالة والعمق مايجعل الشاعر العربي يوظف رموزا أسطورية توحي بما هو أكبر من المساحة التيتحتلها من اللفظ (5). ولكن استخدام الاساطير كما يرى د. علي البطل لا يعدفي ذاته ظاهرة تستحق الاهتمام بقدر ما يستحقه الجديد في الاعتماد علىالأسطورة وجعلها عنصرا فاعلا من عناصر القصيدة الحديثة لا تزيينا أو زخرفابلاغيا (6). وهذ ما طمحنا إلى ألفات النظر إليه في مستهل هذا البحث لانتبني الاساطير فنيا لا يتأتى بسهولة لكل شاعر ما لم يفهم الأبعادالإنسانية والمعاني الفكرية العميقة للأساطير القديمة وامتلاك دلالاتهامثلما يمتلك تجربته الشعرية وصياغته الفنية.
الرموز الأسطورية في شعر الرواد في العراق:
مايهمنا – إذن – أن استخدام الرموز الأسطورية في شعر الرواد كانت قضية تستحقالبحث لأنها ظاهرة مهمة من ظواهر هذا الشعر لما فيها من دلالات خاصة حاولالشعراء من خلالها تفجير الدلالة المطلوبة في إطار السياق الشعري ليؤكدواالأحاسيس والمعاني والأفكار التي يحملونها في جنباتهم من خلال المواءمةبين الرمز والسياق الفني بمعنى توظيف الشاعر لرمزه الأسطوري انسجاما معالسياق الفني لقصيدته ولولا ذلك لتحولت القصيدة إلى (ترقيع) غير متجانسفنيا.
ولقد تفاوت الشعراء الرواد في أساليب استخدامهم للرموز الأسطوريةفمنهم من ذكر شخصية من شخصيات الأسطورة ومنهم من اتكأ على معناها العامدون أن يذكرها ومنهم من ذكرها وأفاد من مغزاها العام.
كل حسب قناعاتهودوافعه وذلك لما في الأساطير من طاقة رمزية تمنح الشاعر مجالا للتعبيرليفصح عن أفكاره على نحو فني يبعد القصيدة عن المباشرة والسطحية من جهةوينأى بالشاعر أحيانا أن يكون عرضة للأذى والملاحقة (7). وهذا يشير إلى أنللظروف السياسية والاجتماعية دورا في هز كيان الشاعر أمام هذا القلقالحضاري وتبدل القيم والعلاقات الإنسانية.
يبدو أن الشعراء الروادكانوا على صلى بالثقافة الأوربية والأدب الغربي وأخص بالذكر هنا نازكالملائكة والسياب فقد اطلعوا مثلا على كتاب الغصن الذهبي لجيمس فريزر وعلىبعض المعاجم الميثولوجية المترجمة وغير المترجمة فالسياب على سبيل المثالتوزعت لديه المصادر الأسطورية وتنوعت بين مؤثرات ثقافية لشعراء أوربيينوبين مؤثرات ميثولوجية قديمة لكتب وأساليب أدبية حوت مضامينها دلالاتاجتماعية وإنسانية كثيرة.(8)
يتفق مجمل الباحثين على إن السياب هو أولالشعراء الرواد من العراقيين استخداما للأساطير في شعره في مجال الرصدالتاريخي وهذا مما شاع لدى شريحة كبيرة من القراء وحقيقة الأمر أن نازكالملائكة هي الأسبق إذا أردنا التسلسل الزمني ومما يدل على ذلك ورود أسماءشخصيات أسطورية في شعرها منذ عام 1945 في قصيدتها الطويلة مأساة الحياة فيصورتها الأولى وذا ورد (ابولو) حوالي عام 1945 فانه يرد عابرا عاما فيمأساة الحياة أي من غير الموحيات البلاغية المطلوبة وربما كان (بلاوتس)اله الذهب عام 1950 مثله أو قريبا منه (9).
وفي مقولتها أغنية للإنسان1950 أسماء شخصيات أسطورية متعددة أيضا ومما يؤكد اهتمام نازك بالأساطيرالإغريقية وغيرها ما ذكرته د.حياة شرارة من أن نازك الملائكة درست اللغةاللاتينية منذ عام 1950 والذي يدرس اللغة اللاتينية يطلع بالضرورة علىالأدب الروماني وما فيه من أساطير تقول واصلت نازك دراسة اللغتيناللاتينية والفرنسية وظلت تحفظ قوائم تصريف الأفعال وتغيرات نهاياتالأسماء اللاتينية وفي الوقت نفسه بدأت بكتابة ملحمة أدخلت فيها أساطيرعربية وإغريقية وبابلية ووجدت أنها بدأت بمرحلة جديدة في تطور شاعريتها(10).
وهذا أيضا و أكدته نازك نفسها في مقابلة شخصية معها عام 1984 (فيالكويت) حينما سئلت عن الأسماء الأسطورية التي وردت في شعرها هل جاءت بسبباطلاعها المباشر على المصادر الأجنبية أم تعرفت عليها من خلال الشعرالانكليزي؟
أجابت كل هذه الأسماء وسواها استعملتها لأنني أعرفالميثولوجيا الإغريقية من أصغر تفاصيلها إلى أكبرها درستها دارسة مفصلة فيفرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة عام 1942 (11).
ولعل نازك في حديثها السابق قد بالغت بعض الشيء في هذا الشأن ولكنه يدل بلا شك على اطلاع ما على الأساطير اليونانية.
إنما ذكرته د.حياة شرارة وغيرها من الباحثين وتواريخ قصائد نازك نفسها أعنيمطولتها تدل دلالة واضحة على أسبقية نازك الملائكة في مجال استخدامالأساطير مقارنة بالسياب الذي بدأ باستخدام الأساطير بعد عام 1952 كما هومعروف في مطولته الرائعة (المومس العمياء) بسبب تأثره بالشعر الأوربي كمااشرنا سابقا ولقد اهتم السياب ونازك اهتماما خاصا بالشخصيات الأسطوريةإضافة إلى اهتمامهما بالأسطورة عامة لان الشخصية الأسطورية توحي من خلالتوظيفها في القصيدة بما في الأسطورة من دلالات وتكثيف للمعنى المطلوب وعلىهذا الأساس وردت في شعرهما أسماء شخصيات أسطورية تنم عن اطلاعهماواهتمامهما بالأساطير الإغريقية والرومانية وغيرها.


الأسطورة بين نازك والسياب:
نحاولفي هذا البحث الوقوف على استخدام الأساطير الإغريقية والرومانية وغيرها منغير العربية والإسلامية في شعر نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وستكونوقفتنا أكثر اهتماما بالأساطير المشتركة بين الشاعر والشاعرة مما وجد فيغير التراث العربي والإسلامي والمسيحي حتى لا تتشعب خطوط البحث ويتضخموسينحصر استقراؤنا بالأساطير الإغريقية والرومانية والبابلية المشتركةوهذا لا يعفينا من ذكر الرموز الأسطورية غير المشتركة بينهما نوردها علىسبيل الذكر لا التحليل ولا ننسى إن نشير إلى إن الباحثين درسوا الأسطورةفي شعر السياب دراسة تفصيلية ولا حاجة هنا إلى التكرار ولذلك ستكون وقفتناأطول عند الأسطورة في شعر نازك نرصد تطورها ونلج غالى الرموز المشتركةبينهما ندرسها ونحاول بيان الأسبق أو الأكثر فينة في استخدام بعض الرموزالمشتركة ويبدو إن دراسة الأسطورة في شعر نازك ظل بعيدا عن متناولالدارسين إلا ما ندر ويعزو الدكتور علي جواد الطاهر ذلك إلى أن نازك ليستمادة لموضوع الأسطورة والإعلام والرموز (12).
ونحن نرى أن شعر نازك فيهمادة طيبة في مجال البحث عن الأساطير لما فيه من دلالات ورموز أسطوريةوأسماء شخصيات استلت من أساطير الإغريق والرومان أطلقت نازك على بعضها فيمقدمة ديوانها (شظايا ورماد) تسمية بضع لكلمات أوربية.
وعلى هذا الأساسيمكن التأكيد على إن نازك استخدمت الرموز الأسطورية قبل عام 1950 وخاصة فيمطولتها (مأساة الحياة 1945 وهذا تاريخ له أثره المهم في مجال الوعيباستخدام الأساطير في شعرنا العربي الحديث في العراق ولكن السبق الزمنيشيء والتوظيف الفني شيء آخر ولعل استخدام نازك للأساطير في هذه المرحلةكان باهتا ضعيف الأثر في بناء القصيدة الفني بل يكاد يكون حرفيا ساذجا ليسله معنى خاص خارج الأسطورة القديمة... لا يعدو أن يكون ركنا في تشبيه أوحد الاستعارة... ويبدو في الحالتين مقحما على السياق الشعوري في القصيدةوذا الحديث الأسطوري أيضا مجرد سرد قصصي للأسطورة لم تتمكن الشاعرة آنذاكمن تلوينه بأية ظلال شخصية تضفيها على المغزى الأصلي للأسطورة (13).
إنهذا في اعتقادنا عيب من عيوب الريادة ونازك هي الرائدة الأولى للأسطورة فيالشعر العراقي الحديث ولابد من الوقوع في دائرة الضعف إذا ما عرفنا أنالاهتمام بالأساطير لديها كان عام 1945.
ولو تتبعنا الشاعرة بعد عام1950 لوجدنا أن وعيها الأسطوري أخذ منحى آخر فيه شيء من العمق والتمثلالفني للأسطورة وهذا يلمح إلى إن الشاعرة استعجلت الأمر وأخرجته قبل أنيختمر ولكنها سجلت سبقا زمنيا على زملائها في مجال الاطلاع على الأساطير.
قلناأن الشاعرة لم تعط لنفسها الوقت الكافي لاستبطان الأساطير وتمثلها علىالعكس من بدر شاكر السياب الذي تعامل مع الأساطير بوعي لا نظير له وبقدرةيحسد عليها في مجال التمثيل والفهم للأساطير ولقد أفاد السياب مما وقعت بهنازك من عيوب ثم انه لم يستعجل الأمور فلم يخرجها إلا بعد أن تمكن منهامما جعل توظيفه للأساطير ذا شأن في بناء القصيدة مع تأخره زمنيا عنالشاعرة بسنوات والمهم كما يقول د.علي جواد الطاهر في هذا المجال إن بدرشاكر السياب تمكن من أداته وشرع يقدمها سمحة مطواعة يكسب بها ما كسبهالشاعر الغربي مثله... ثم قد يصل الباحث إلى بيان السابق أو الأسبق منشعراء الشعر الحر في العراق إلى هذه الظاهرة ومكان بدر شاكر السياب مضمونعلى أية حال وذا كان غيره (وأفكر ببلند ونازك الملائكة) بدأ الطريق إلىغير علم ببدر أو على غير اعتراف بعمله فالممكن أنه زاد من الاستخدام عندمارأى نجاحها عند بدر. (14)
أن الدوافع إلى استخدام الأساطير في اعتقادنامشتركة بين السياب ونازك بل الشعراء الرواد في العراق جميعا هي دوافع فنيةوفكرية وسياسية واجتماعية فبعد أن أدرك السياب والملائكة حاجتهما إلىأسلوب في التعبير عما يدور في خلجاتهما وهوا جسهما الشخصية وافكارهماومواقفهما السياسية والاجتماعية دون أن يلحق بهما أذى أو يواجها برد فعلعنيف من الأطراف المعنية التجأ كل من الشاعر والشاعرة إلى استخدام الرموزالأسطورية في شعرهما وقد أبدع الاثنان في هذا المجال (15).
ولو درسناالظروف التي كان يمر بها العراق آنذاك لوجدناها ظروفا قاسية في المجالالسياسي والاجتماعي والفكري وكانت لهذه الظروف مردودات سلبية على الشعراءفي تلك الفترة نعني منذ نهاية الأربعينات حيث كانوا يعانون من قوى التسلطوالظلم والرعب التي كانت تحكم البلاد وقوى الشر التي تحكك العالم وعلىالرغم من أن الشعراء العراقيين قد عبروا عن تلك الظروف في أغلب قصائدهمإلا أنهم في الوقت نفسه كانوا متفائلين ويحلمون بشمس الحرية والثورة علىالطغيان ولعل السياب كان أكثر هؤلاء الشعراء تعبيرا بوساطة الرموزالأسطورية عن الجدب السياسي والفكري الذي يعيشه العراق وبعد ثورة 1958أصبح السياب أكثر اهتماما بالأساطير خاصة بعد فترة مرضه للتعبير عن حرمانهوغربته ومرضه وانتظاره الموت... نراه يستخدم موازنة بين متضادين رغمتناقضهما: أساطير العذاب والموت وأساطير الخصوبة والنماء. (16)
والمهمأن الشاعرين طمحا إلى التكثيف والتركيز ونبذ المباشرة والتقريرية التيشاعت لدى شعراء مطلع القرن العشرين ليجعلا من القصيدة عالما من الإسراروالرموز التي لا تعطي نفسها بسهولة للمتلقي حتى يصبح له دور في مجالالتأمل والاحتراف والفهم ونحن لا ننفي أن بدر كان متمكنا من أدائه مدركالخطواته في هذا الشأن لم يلج عالم الأساطير لمجرد اطلاعه عليها فقط كمافعلت نازك بل تأملها جيدا بعد أن اطلع على الأدب الانكليزي وعلى شعرت.س.اليوت واديث سيتويل بوجه خاص وكان له الفضل الأكبر في قيادة خطواتهنحو المنهج الصحيح في استخدام الأساطير (17).
ولعله استثمر جهود نازكفي هذا المجال وطورها وأفاد منها معتمدا على اطلاعه وقوة شاعريته وقدراتهالفنية التي تفوق بها على غيره من الشعراء.
أن مما يلفت النظر في قضية استخدام الأسطورة في شعر نازك أمران:
الأول:إن الرموز والإشارات الأسطورية تكاد تتركز في بواكير شعرها من الناحيةالزمنية أما في المراحل اللاحقة فإنها كما يبدو قد عزفت عن تلك التقنيةالشعرية واضعة ثقلها الإبداعي على الرموز ذات الدلالة الخاصة والبناءالشعري ذي السمة الرمزية وكان الشاعرة قد أدركت أنها لم تستطع إن تضاهي ماقدمه زميلاها الشاعران السياب والبياتي (18).
وهذا ما يأخذ بأيدينا إلىالأمر الثاني: وهو أن نازك لم تدرك شأو الشاعر بدر شاكر السياب في مجالتوظيف الأسطورة فنيا في شعرها وهذا في ظننا يعود إلى أسباب متعددة ذكرنابعضا منها في الصفحات السابقة ونلفت النظر إلى أمر مهم لم يقف عندهالدارسون أبدا وأعني اقتصار نازك على توظيف الأسطورة في شعرها (العمودي)عامة وهذا في اتقادنا يشكل خللا كبيرا في مجال الإبداع الفني.
فليس منالمعقول أن تستخدم الشاعرة أسلوبا جديدا لم يألفه الشعر العربي سابقا وهيتطمح الى تغير النوع الادبي من التقليد الى التجديد ثم توظف هذا في قصيدةغنائية تقليدية مما يحيله غالى استخدام محدود غير متوالد وهي في ذلك تشبهالشاعر أحمد شوقي الذي ادخل نوقا شعريا جديدا إلى لشعرنا العربي ولكنه ظليدور في إطار القصيدة الغنائية بينما يتطلب الشعر المسرحي شعرا دراميا حتىتحولت المسرحية الشعرية لديه إلى قصيدة غنائية تتوزع على شخصيات المسرحيةيتحكم بها العروض والبحر الشعري والقافية ولقد كانت مسرحيات شوقي تستجيبإلى الشعر فتتحول إلى قصائد جميلة ومقطوعات منفصلة يثقلها الاستطرادوالتفكك وتفتقد النمو الدرامي المطلوب... إن المأزق الرئيسي والأشكالالأساس في شعر شوقي المسرحي (وتلاميذه من بعده) يكمن في محاولتهم الوصولإلى التطور الشعري الخارجي (الشكل المسرحي) قبل تحولهم الشعري الداخليالضروري (الحداثة) فكانوا يعالجون فنا متطورا بأدوات متخلفة ورؤيةقديمة.(19)
وهكذا كانت نازك الملائكة في مجال توظيف الرموز الأسطوريةقد أدخلت الجديد في إطار قصيدة عمودية غنائية مألوفة ونحن هنا لا ننسى أنالشاعر المبدع أكبر من كل قيد ولكنه لإبداعه لا تفوته فرصة الإتيانبالجديد بوسائل جديدة أيضا ويبدو أن نازك لم تحمل قضية التجديد في مجالاستخدام الأساطير في بواكير شعرها على محمل الجد أو أنها لم تمثلها تمثلاعميقا أو تدرك ما فيه من جديد أو لأنها أول من استخدم هذا الجديد بمانسميه بعيوب الريادة ولم افترضنا أن نازك أخر من استخدم الأساطير منالرواد هل سيكون توظيفها للرموز الأسطورية بمثل هذا المستوى الذي هي عليه؟هذا مانشك فيه.
والمهم أن نازك بالرغم من استخدامها لأسماء شخصياتأسطورية في ديوانها الثاني (شظايا ورماد) نراها تشير إلى تلك الأسماء فقطدون الوقوف عندها وبيان دوافع استخدامها وكان مناسبا لو حدثتنا عنها فيمقدمتها القيمة لهذا الديوان ويمكن القول أنها استعملتها كما تستعمل أيةلفظة لديها أي إنها لم تفكر لدى الاستعمال ببلاغة خاصة لوقعها وبإدخالجديد على الشعر العربي ثم استعمالها لم يكن ذا أثر في الآخرين.. وإنها لمتلتزمه صفة ويكفي أنها نشرت ديوانا من أهم دواوينها هو (قراره الموجة)1957 دون أن تدل على اهتمام بالأسطورة (الاغريقية). (20)
وهي في هذاتختلف عن السياب الذي ابتدأ بتوظيف الأساطير دون أن ينتهي منها وظل متحمسالها حتى اواخر أيامة لانه استخدمها عن وعي بمعنى التجديد وعن أدراكواستبطان لها وأجاد فيها أيما إجادة لأنه كان يضع قدمه على الأرض الصلبةالتي تساعده على الندفاع في هذا المضمار وابتكار ما هو رائع في هذا الشأنولقد لجأ إلى استخدام الرمز الأسطوري مؤمنا بقيمته الفنية(21)
وانصبجزء من اهتمامه بتعريف القارئ العربي بتلك الرموز الأسطورية أو أسماءالشخصيات الأسطورية حتى يستوعب المتلقي ما يريده الشاعر و إذا كان بدرمتمثلا لهذه الإعلام والأساطير فانه يعلم أن أغلب القراء لم يسمعوا بها معانه شاعر شعب ويطمح أن يكون شعبيا (22)
وكانت نازك أيضا تعرف بأسماءالإعلام الأسطورية وغيرها في نهاية دواوينها أو في الهوامش كما فعلت فيشظايا ورماد ولكن السياب كان أكثر اهتماما منها بتعريف الأساطير.
أشرنافيما سبق إن اهتمامنا سينصب على الاساطير الإغريقية والرومانية وغيرها ممالا صلة له بالدين الإسلامي والمسيحي والتراث العربي لدى كل من نازكوالسياب ونحن نعقد مقارنة بينهما في مجال توظيف الاساطير في شعرهما ثانياونعزو سبب ذلك إلى إن الأساطير الإغريقية درست دراسة وافية من لدنالباحثين الأوربيين وهذا يعني أنها متاحة للاستلهام الأدبي والفني على نحوأفضل وهذا هو واقع الحال في الثقافات والآداب الأوربية التي تشكل جزءاأساسيا من المكونات الثقافية والأدبية لنازك (23) السياب.
ويبدو أنتوظيف الاساطير لدى نازك توظيفا أدبيا لم يأت إلا بعد الخمسينات عندمااتخذ الرمز الأسطوري لديها مستويين الأول: استخدام أسماء الشخصياتالأسطورية مثل: ابولو apollo واريس ares وبلوتو Pluto ونارسيس... naressusالخ، والثاني: استلهام الاسطورة كاملة أي استثمار البناء القصصي للأسطورةأو الفكرة العامة لها في توقيعه شعرية كاملة مثل أسطورة (نهر النسيان) و(بلاوتس) وغيرها فالشاعرة في قصيدتها نهر النسيان مثلا لم توظف الاسطورةمادة وشخوصا بل أنها اتكأت على فكرتها العامة ومزجتها بتجاربها الشخصيةومعاناتها فلم تكن الإشارة طافية على سطح القصيدة يمكن استبدالها بأي رمزأسطوري مناسب دون أن يختل المعنى أو يضطرب بناء القصيدة. (24)
أنالرموز الأسطورية التي وظفتها نازك توظيفا عاما وجعلتها مادة أساسية فيبناء القصيدة يمكن أن نحددها في بواكير شعرها المتأثر بالشعر الأوربيوخاصة في مطولتها الشعرية في صورتها الثانية (أغنية للإنسان) 1950 وسنقفعند تلك القصائد وغيرها عند المقارنة بينهما وبين السياب ولعل من المفيدأن نذكر هنا أن رموزا أسطورية مشتركة بين نازك والسياب يمكن أن نستعرضهاونقف عندها لأنها مادة البحث الأساسية وهناك رموز انفرد فيها كل منهماسنكتفي بذكرها فقط حتى نقي البحث الطالة والتشعب والخطل وسنحدد في الجدولالتالي أهم الرموز المشتركة بين نازك والسياب:




الرمز
الأصل
الدلالة
1. ادونيس
إغريقي
الخصوبة، الجمال، الدمومة
2. ابولو
إغريقي
الشمس، الجمال، المعجزة
3. ديميتر
إغريقي
الخصوبة، تعاقب الخصب مثل ادونيس
4. نارسيس
إغريقي/روماني
عبادة الذات
5. اللابرلث
إغريقي/روماني
الطريق الغريب، المتاهة، الضياع
6. ميدوزا
إغريقي
القوة القاتلة، العيون المؤثرة (الشريرة)
7. السيرين
إغريقي
الإثارة ، الإغراء ، الخداع
8. فينوس
روماني
الجمال، الحب
(أفروديت)
إغريقي
الجمال، الحب
9. جوبتر (زيوس)
إغريقي
(رماني)
الخصب ، العطاء (اله الرعد والأمطار)


































أمارموز نازك الأسطورية التي لا تشترك فيها مع السياب في اريس aresi اوروراaurorai دايانا dianai ليثي lethei مايدس midasi أولمب olympusi بلوتوplutoi تاييس thaisi يوتوبيا utopiai فيستا vestai فلكان vulcani فيكان...vica الخ...
ولدى السياب رموز كثيرة لا يشترك فيها مع نازك تناولها الباحثون بالدراسة منها:
أوديسيوسodysseusi وأوديبا oedipusi والكترا electrai وجوكاست gecastai وفاوستfausstusi وهييلين heleni وكونغاي kongaii ودافني daphnei وتنتالوسtantalusi وسيزيف sisyphusi وايكاروس lcarusi واورفيوس... Orpheusالخ...(26)
وقبل أن نعقد مقارنة بين نازك والسياب في مجال توظيفالاساطير لابد من استعراض تطور هذا التوظيف لدى نازك أولا ثم نعرج علىالسياب بعد ذلك مقارنين بينهما وذلك لنزر الدراسات التي كتبت عن الاسطورةفي شعر نازك أما السياب فالدراسات كثيرة عنه في هذا المجال.
إن من أهم القصائد التي ضمت إشارات أسطورية في شعر نازك مطولتها الشعرية بصورها الثلاث 1945 – 1965 (27)
واحتوتعددا كبيرا من الرموز الأسطورية ذات الدلالات المحدودة أما بقية الإشاراتالأسطورية في شعر نازك فيتوزع بين الأعوام 1949 – 1957 وأعني بين ديوانيهاشظايا ورماد وقراره الموجة ثم تعزف بعد ذلك على العكس من السياب عن الرموزالأسطورية لأسباب نفسية وفكرية ولكنها تستعض عنها برموز دينية وتراثيةمستمدة من التراث العربي والإسلامي والمسيحي.
وحتى نقرب أسلوب توظيف الاسطورة في شعر نازك من الممكن الاستشهاد بقصيدة صلاة إلى بلاوتس (28)
التياعتمدت فيها نازك ثلاثة رموز أسطورية: الأول: بلاوتس plutus (29).والثاني: فلكان Vulcan (30). وهو اسم روماني ل(هيفستس Hephaestus)(الإغريقي. والثالث مايدس midas.) (31)
تستعرض نازك في مطلع قصيدتها(مطولتها) لهاث الإنسان المعاصر وراء الطمع والجشع في هذه الدنيا أو فيواقعنا المعاصر من خلال الذهب بكل تداعياته ومن خلال ذلك تستنكر صورة(مايدس) الذي ساقته أطماعه ولهاثه وراء التبرالى ذلك المصير المأساوي الذيوصل إليه في نهاية القصيدة وقد بلغت فيه شهوة حب الذهب في مطلع القصيدةمبلغ الجنون إلى الحد الذي أصبح فيه كل شيء يذكره بالذهب هذا المعدنالثمين وأصبح كل ما يذكره به يثير في نفسه مشاعر الطمع المجنون حتى النجوموالبحر:
حدثيهم عن ذلك الملك الغابر (ميداس) كيف كان مصيره أين ساقتهشهوة الذهب العمياء ماذا جني عليه غروره جن بالتبر لم يعد يعشق الأنجم إلاإذا أذكرته سناه وازرقاق الغيوم والبحر ما عاد مثيلا لحبه ورؤاه وتتصادمفي أعماق نفس (ميداس) مشاعر الجشع المضني والهيمنة على كنوز الدنيا وهويحلم بالكنز الذي سيحصل عليه ويتحقق له كل ما كان يرغب فيه حين منحه الإله(ديونيسيس Dionysus ) يدا تحول كل شيء إلى ذهب فالإزهار والأشجار والأنهاروالأكل والشرب تحولت على يد هذا الملك المجنون بالتبر غالى ذهب بارد لاحياة فيه ولا يمنحه الحياة الخالدة التي كان يتمناها وتضل به الحال إلىقمة المأساة حين حول ابنته (نهاوند) إلى تمثال من ذهب بارد تقول: أيهميداس أيها الملك الأحمق ماذا جنيت؟ أي غرور؟
ارقب ألان مطلع الفجروانظر كيف عقبى خيالك المغرور في غد تستحيل أشجارك الحية تبرأ تعفه النداءوسواقي المياه تجمد صفراء كصحراء جف فيها الماء وحرير الستائر اللدن يغدوجامدا لا ليونه لا انثيال و(نهاوند) بنتك العذبة الجذلى ستغدو في لحظةتمثال فاشرب ألان خمره الندم البارد واسكر بحلمك الذهبي (32)
إن نظرةعامة إلى هذه القصيدة تأخذ بأيدينا إلى سبيل من سبل استخدام الاسطورة فيشعر نازك هذه القصيدة وهي إن نازك أضافت ما لم يكن في الاسطورة أصلا حينماابتدعت شخصية نهاوند هو اسم من اختراع نازك (فارس الأصل) له صلة بالموسيقىويقال أنها اسم لمدينة في إيران استثمارا فنيا عاليا كما سنبحثه بعد حينولعل كل هذا يشير إلى رغبة نازك في تطوير الاستخدام الأسطوري إذا ماواجهنا هذه القصيدة بقصيدة أخرى سابقة هي (نهر النسيان).
ومع ذلك يبقىالتوظيف الفني للأسطورة في شعر نازك متخلفا عن بدر شاكر السياب لأنها وراءالحكاية الأسطورية بتفصيلاتها ودلالاتها اللغوية وكأنها تعيد صياغتها شعراوبمعنى آخر أن نازك لم تستثمر الرموز الأسطوري استثمارا فنيا جديدا يجعلهذا الرمز ذا تأثير مهم في القصيدة أنها لم تجعل من هذه الرموز رموزا خاصةبها لها دلالات في المجال الفني وإلا ما الاختلاف بين (بلاوتس) أو(ميداس)في دلالتهما العامة عما هو موجود في أصل الاسطورة انه تكرار لتلك الدلالاتلا غير مع إضافة مهمة لم تستثمر فنيا ونعني ابتداع شخصية (نهاوند) ابنة(ميداس) أما ظاهرة تعدد الرموز الأسطورية في هذه القصيدة فتبدو غير مبررةولا سيما رمز (بلاوتس) اله الذهب الذي لم يرتبط بأية أحداث درامية مثيرةلا في الاسطورة نفسها ولا في القصيدة ولذا فقد جنحت الشاعرة إلى اجتلابالرمز الآخر (ميداس)لأنه أكثر حيوية ويتمتع بطابع درامي يمكنه تحمل أعباءالفكرة التي أرادت الشاعرة تجسيدها ومن هنا يبدو (بلاوتس ) وكأنة نتوءأسطوري أقحم على النص إقحاما دون مبرر فني أو موضوعي (33)
على حد تعبير مسلم حسب حسين عدا كونه اله الثراء والعالم السفلي وهاتان الميزتان لهما علاقة بالذهب.
إنالشاعرة كما قلنا لم تستثمر الرموز الأسطورية في هذه القصيدة استثمارافنيا يكثف المحتوى الفكري للقصيدة وان ظلت الاسطورة أكثر ثراء وعمقا فيدلالتها التوجيهية (الإرشادية) أما هل استطاعت نازك أن تطور الإحداثوتجعلها أكثر درامية؟ هذا ما لا تسعفنا القصيدة على تصديقه لأنها مثلا لمتستفد من ندم (ميداس) وما انتابه من مشاعر مؤلمة بسبب فقدانه لابنتهالوحيدة على الرغم من أنها أي الشاعرة هي التي أضافت هذا الجزء علىالاسطورة بل لم توضح الشاعرة طبيعة ذلك الندم حتى جردته منه مع انه من أهم(اللحظات الإنسانية درامية) إن ما وجدناه في الأبيات الأخيرة للقصيدة لاتخرج عن الم الشاعرة نفسها ومعاناتها الخاصة تجاه تلك الفتاة أما مشاعرالملك الطماع ومأساته فظلت مكبوتة غير معلنة لم يدرك أبعادها المتلقي.
وباستطاعتناألان ونحن نستعرض باختصار تطور استخدام الاساطير في شعر نازك الوقوف علىالرموز المشتركة بينها وبين السياب لنقارن بينهما ولمعرفة الفر وقاتالفنية في مجال توظيف الرمز الأسطوري في القصيدة لدى كل منهما.
يرد لدىنازك اسم (ابولو) اله الشمس والفن والشعر في موضع متعددة دون أن يخرج عندلالته المعروفة أيضا وهذا من الاساطير المشتركة بينهما وبين السياب إلاإن السياب كان أكثر قدرة في مجال التوظيف الفني لهذا الرمز بينما نجده فيشعر نازك محدودا لا فنية فيه تقول نازك:
أيها الشاعر الذي يسهر الليل مستغرقا في الجمود محرقا روحه بخورا على حب (ابولو) ووحيه المنشود (34)
وفي قصيدة أخرى تقول:
راضيا بالشحوب والسقم حبا لابولو مستسهلا ما كانا (35)
يتضحمن الأبيات السابقة أن الرمز الأسطوري هنا غير متولد وليس فيه الإشعاعالفني الكافي ولم يتقمص دلالة جديدة تخرج به عن دلالته اللغوية المعروفةفي الاسطورة الإغريقية بينما نجد السياب في قصيدة (المومس العمياء) يستخدماللمحة الأسطورية لمطاره (أبولو) اله الشمس والشعر ل(دافني) ليوقع هذهالصورة على المحاورة التي يوردها على لسان المومس بقوله:
ستظل – مادمتسهام التبر تصفر في الهواء تعدو ويتبعها أبولو من جديد كالقضاء وتظل تهمسإذ تكاد يداه أن تتلقفاها ابني بيد أنك لا تصيخ إلى النداء (36)
فالسيابحين جاء بلمحة المحاورة هذه أراد أن يجعل منها دالة على واقعنا الحاليالذي أصبح أسطورة لهول ما يجابهه المرء من مشكلات حضارية فإذا كان رمز(أبولو) وهو يحاول اغتصاب (دافني) دليلا على سطوة الإلهة الجبارة في عالمالأسطورة فانه في تجربة السياب يعني سطوة أخرى هي قوة الظلم والقهرالاجتماعي الذي يحيل مثل هؤلاء الفتيات إلى بائعات هوى محترفت (37)، ولايوجد من ينقذ بائعة الهوى من شهوة الرجال عكس دافني التي أقذها أبوها بعدأن حولها إلى شجر إكليل (38)، ولقد حمل السياب الأسطورة معنى آخر عمق فيهالعمل الفني وهو يؤكد قهر الواقع الموضوعي أمام اختيارات الإنسان.
ومنالرموز الأسطورية المهمة التي تناولها كل من السياب ونازك الملائكة(أدونيس) و (فينوس وقد أستخدمهما السياب باسميهما الإغريقي والبابلي إلاأنه مال كثيرا إلى التسميات البابلية فأطلق على أدونيس اسم (تموز) البابليوعلى فينوس أمس (عشتار)حتى سميت مرحلة من أهم مراحل شعره بالمرحلةالتموزية لكثرة ورود هذا الرموز في شعره ولم يكن كتاب الانثروبولوجيالانكليزي جيمس فريزر الغصن الذهبي هو المصدر الوحيد الذي استمد منهالسياب أسطورة فينوس وادونيس بل هناك مصادر أخرى كالقواميس المثولوجيةالمترجمة والأصلية وما كتب عن هاتين الشخصيتين في الشعر الانكليزي والشعرالعربي الحديث.


وبأسمائها البابلية كـ ( عشتروت وأدونيس ) للشاعر اللبناني حبيب ثابت ( 1974) الذي صاغ هذه الأسطورة في ست عشر قصيدة قصيرة . (39)
وقداجتمعت الشخصيتان في شعر السياب على العكس من شعر نازك الذي لم تجتكعهاتان الشخصيتان الأسطوريتان معا فيه بل تفضل نازك الاشارة الى كل منهماعلى نحو المستقبل ، وتكرار الاشارة الى أدونيس أكثر من فينوس ولم يرد اسمتموز في شعر نازك كما حدث في شعر السياب وذلك لاعتادها على الاسطورةالاغريقية لهذه الشخصية وأدونيس كما هو معروف اله الخصب والجمال ومعناه (السيد الجليل) الذي هامت به فينوس حبا لا كنه لم يعرها اهتماما فأمرتكيوبيد أن يصيبه بسهم العشق لكنه أخطا فارسلت اليه خنزيرا قتله وقطع جسدهوقال ان وردة شقائق النعمان قد أينعت من دمه (40) ولقد استطاعت نازك أنتستخدم رمز أدونيس استخداما شبه موفق حين جعلت مو أدونيس منبع الأسىوالتعاسة لديها ، وهي بذلك انحرفت عن المعنى الشائع ولم تتعامل معه تعاملاسطحيا على الرغم من مغزاه القديم الذي يدل على جمال الطبيعة والكون وتجددالحياة ، تقول نازك:
أي أدونيس آه لو عشت في الأرض فعاش السنا ومات الظلام
آه لو لم يكن مقامك في عالمنا المكفهر حلما قصيرا
آه لو دمت يا أدونيس للأرض وأبقيت عطرك المسحور (41)
اماالسياب فكان مجيدا في استخدامه لهذا الرمز باسميه الاغريقي والبابلي شأنهمع الرموز الأخرى ، وهو يستخدمه في قصيدة ( مدينة السندباد) رمزا للخصبوالتجديد والحياة المشرقة ولكن بصورة " عتاب صريح يوجه الشاعر الى أدونيسبتعبير لا يخلوا من السخرية (42) يقول السياب : أهذا أدونيس هذا الخواء ؟
وهذا الشحوب وهذا الجفاء؟
أهذا أدونيس ؟ أين الضياع ؟
واين القطاف ؟
مناجل لا تحصد / أزهر لا تعتقد
مزارع سوادء من غير ماء
أهذا انتظار السنين الطويلة ؟
اهذا صرا الرجولة ؟ اهذا أنين النساء
أدونيس يالاندحار الرجولة (43)
نلاحظأن الاختلاف واضح توظيف هذا الرمز لدى من نازك والسياب ونعزو ذلك كما قلناسابقا إلى التزام القصيدة الغنائية التقليدية مجالا لتوظيف الرمز وهذا لاينسجم مع طبيعة التجديد في مجال استخدام الرمز الأسطوري بينما يوظفهالسياب في قصيدة درامية حرة فجاء مبتكر رائعا آخذ بعده الطبيعي ويستخدمالسياب الرمز نفسه البابلي (تموز) هذه المرة استخداما سياسيا غير موفق فيقصيدة (العراق الثائر) وهو بهذا وقع بما وقعت نازك من غنائية واضحة واقتربمنها في استخدامه لهذا الرمز لأنه " وهو يستطيع تفجير الدلالة الأسطوريةللرمز كما كان يفعل في سابق عهده فجاء تموز تشبيها قليل الأثر في سياقالقصيدة " (44) يقول السياب:
فلتحر سواها ثورة عربية ، صعق الرفاق
منها وخر الظالمون
لأن تموز استفاق
من بعد ما سرق العميل سناه فانبعث العراق (45)
وهذالا يعني أن السياب غير مجيد توظيف الرمز الأسطوري لتموز وإنما هي كبوةشاعر ، وقد وظفه توظيفه رائعا في قصائد كثيرة وبالأخص حينما مزج بينه وبينشخصية المسيح (ع) بعد أن حمل الشاعر ذلك الرمز مضامين فكرية واجتماعيةذاتية جديدة غير شائعة في دلالته الأسطورة المعروفة ، ولعل خير مثال نضربهفي مزج هاتين الشخصيتين لدى السياب قصيدته
" رؤيا في عام 1956" التي يقول فيها:
أيها الصقر المنقض من أولمب في صمت المساء
رافعا روحي لأطباق السماء
رافعا روحي غنيميدا جريحا
صالبا عيني تموزا ، مسيحيا
أيها الصقر الالهي ترفق
أن روحي تتمزق
أنها عادت هشيما يوم أمسيت ريحا (46)
فكلاالشخصيتين هما قناع يلبسه السياب ليخفي شخصيته خلفه "فصور صلب المسيحوتموز الذي يمزقه الخنزير البري لا تغيب عن مخيلة السياب لأنها تشكل جزءتضحية ومعاناته من أجل الآخرين فالنسر الذي يرفع غانيميد ليحط قرب الآلهة، يرفع السياب عاليا ويسقطه جريحا (47) ومن ذلك السياب يطور الأسطورة حينيمزج خصائص (تموز) في الأسطورة البابلية وبين خصائص (أدونيس) يقابل تموزعند سكان آسيا الصغرى (48) ويقول السياب :
تموز هذا آتيس
هذا وهذا الربيع
ياخبزنا ياآتيس
أنبت لنا حبا واحيي اليبيس
التأم الحفل وجاء الجميع (49)
لقدأفاد السياب من طقوس الاحتفال بموت أدونيس لدى الإغريق وتموز في بابل الذييصحبه " عويل النساء اللاتي كن يخشن الإصابة بالعقم حيث الجدب يشمل كلمظاهر الحياة ويذكر عويل النساء بسبب اختفاء أدونيس بعويل البابليين بسبباختفاء الهم تموز (50) وقد استثمر السياب هذه الطقوس ليحملها مضامين جديدةورموزا ذات شأن " وجعلها تؤدي أغراضا متعددة وبثها في معظم قصائدهالتموزية فرأى فيها رموزا لولادة الثورة وإعادة الحياة الكريمة للمعذبينالذين يقارعون الظلم والطغيان فحلفت قصائده بدلالات ثورية حيناً وبدلالاتالانحدار في حين آخر " (51) يقول في قصيدته " أغنية في شهر آب"
تموز يموت على الأفق
وتغور دماه على الشفق
في الكهف المظلم والظلماء (52)
والاسمالأسطوري القرين لـ" أدونيس " وهو " فينوس" الذي يتكرر لدى كل من نازكوالسياب كما أشرنا سابقا وتمثيل نازك إلى الاسم الأغريقي " فينوس " ففيقصيدتها ميلاد البنفسج " تشير نازك ولأول مرة إلى فينوس مبهورة بفكرةميلادها من زبد البحر وتخدمها هذه الفكرة التعبير عن كيفية خلق القصيدة فيذهنها هنا تربط نازك بين ربه والجمال والشعر للعلاقة الوطيدة بين الاثنينوأعني الحب والجمال والسحر والالهام:
وتولد عندي القصيدة
كمولد فينوس من زبد البحر طافية مثل وردة
جدائلها أشطر عائمات
وأهدابها من حروف ومن كلمات (53)
ولايعدم الباحث أن يرى التوظيف هنا قد يشكل بعدا محدودا لا يتجاوز المشبه بهبمعنى أن نازك لم تحاول استثمار الأسطورة أو الاسم بطريقة فنية لتجعل منالرمز قضية ذات تأثير عميق في القصيدة فمن الممكن أن نغير اسم فينوس بأياسم آخر يدل على المعنى نفسه دون ان تتأثر القصيدة أما السبب فيميل إلىاستخدام اسم ( عشتار) بدلاً من (فينوس) في مجمل قصائده على الرغم مناستخدامه اسم ( افروديت) في بعض شعره .
وتحت انبهار السياب بأسطورة موزوعشتار وحاول توظيفها في قصائد لا علاقة لها فجاءت مختلفة ناشزة كما حدثفي قصيدته " إلى جميلة بوحيرد" حيث ينتقل من الحديث عن جملية وبطولاتالجزائر إلى الحديث عن عشتار آلهة الجنس والخصب وعن الفداء وعن المسيحيقول السياب :
مشبوحة الأطراف فوق الصليب
يأتيك كل الناس كل ألأنام
يرجعون مما تبذلين الطعام
والأمن والنعماء والعافية
بالأمس وارى قومك الآلهة
عشتار أم الخصب والحب والإحسان تلك الربة والوالهة
لم تعط ما أعطيت لم تروا بالأمطار ما رويت : قلب الفقير (54)
وفيقصيدة رؤيا في عام 1956 تتحول " حفصة العمري " تلك المرأة الشهيدة إلىعشتار آلهة الخصب ةتتحول دلالة الفناء حين صار مرادفا للإله (موت) وبالفعلبين الرمزين المتكاملين ينحو تموز في قلب دلالته أيضا إلى الفناء (55)وهذا لعمري تمثيل رائع يجعل للأسطورة وتوظيف فني يجعل الأسطورة معنى آخرمنحرفا عن المعنى الشائع يقول السياب :
عشنار على ساق الشجرة
صلبوا دقوا مسمارا
في بيت الميلاد – الرحم
عشتار بحفصة مستترة
تدعى لتسويق الأمطار / تموز تجسد مسمارا
من حفصة يخرج والشجرة (56)
لكنعشتار تصبح رمزا مكشوفا لحفصة التي يعد صلبها فداء وتضحية يوجب إقامة طقوساستنزال المطر غير ان المفارقة تدخل قسريا حيث يتجسد "تموز" اله مسمارايخرج من حفصة والشجرة (57) لكن السياب ما لبث أن حور طقوس الأسطورةالقديمة وجعلها تدبوا ذات مضامين جديدة اضافة الى انه لفق أكثر من شعيرةطقوسية في القصيدة الواحدة فبدلا من أن تكون أغاني الطقوس مبهجة سعيدة فقدجعلها مخيفة تقوم على الدم والقتل "58" وخلاصة القول أن السياب كان أكثرتوظيفا من نازك في مجا لاستخدام رمزي تموز وعشتار وأدونيس وفينوس ولقدتناول الباحثون قصائد السياب التموزية بالتحليل والتفصيل ولا نريد ان نقفكثيرا عند هذين الرمزين اللذين تكررا في شعره كثيرا .
ولنازك رموز أخرىمشتركة مع السياب منها السيرين التي وردت في الأساطير على أنها نوع منحوريات البحر النصف الاعلى منها نصف امرأة مكتملة الأنثوية بارعة الجمالأما النصف الثاني فنصف سمكة "59" وهي تغوي البحارة بصورتها العذب فيلقونبأنفسهم في الماء ويموتون غرقا وهي لدى نازك رمز للخداع والاغواء ولعذوبةالصوت والجمال الجسدي تقول في قصيدتها "نداء الى السعادة"
في خفايا مغمورة عنكبوت الشر الفى فيها سريرا مريحا
وركاب السيرين آوت اليها والثعابين أثقلتها فحيحا (60)
ويبدواأن نازك هنا تلتقي مع السياب في مجال استخدام هذا الرمز لأنه ظل لدى كلمنهما مجرد " مشبه به " لا يؤثر كثيرا في بناء القصيدة ولا ينم عن تحول فيمجال اضافة ظلال اخرى على هذا الرمز وعلى الرغم من أن الشاعرة استدعن "السيرين" في هذه القصيدة استدعاء طبيعيا يكشف عن مدى اليأس الذي تعيشهالشاعرة في بحيث المضني عن السعادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
توظيف الرموز الاسطورية --------
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرموز الفلسطينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: -,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸¤~°*¤ô§ô¤*~( مـــنــتديــات الــــــمــواد الـــدراســـيــة )~*¤ô§ô¤*°~¤,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸- :: منتدى مواد اللغة العربية-
انتقل الى: