أهلاً وسهلاً
بحضورك أشرقت الدار
وبانضمامك الينا
سعدنا كثير وغمرتنا الفرحة
وكلنا شوق لاطلالتك علينا
كل يوم
بحضورك البهي
وما سيجود فيه قلمك
من همسات ومشاركات
فقد تهيئت قلوبنا قبل صفحات منتدانا
لاستقبال عبق حروفك
وبوح قلمك
وتقبل امنياتي بقضاء أجمل وأسعد الأوقات
وأكثرها فائدة لنا ولك
وأهلاً وسهلاً
أهلاً وسهلاً
بحضورك أشرقت الدار
وبانضمامك الينا
سعدنا كثير وغمرتنا الفرحة
وكلنا شوق لاطلالتك علينا
كل يوم
بحضورك البهي
وما سيجود فيه قلمك
من همسات ومشاركات
فقد تهيئت قلوبنا قبل صفحات منتدانا
لاستقبال عبق حروفك
وبوح قلمك
وتقبل امنياتي بقضاء أجمل وأسعد الأوقات
وأكثرها فائدة لنا ولك
وأهلاً وسهلاً
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اللمة الجزائرية :: تعرف على الجزائر من أهلها جزائري : منتدى ثقافى ، سياحي ، تعليمي ، نقاشي ، تطويري ، برمجي ، رياضي ، ترفيهي ، سياسي متخصص بالشوؤن الأسرة.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولكل القونين المنتدى

 

 عبد الوهاب البياتي------------

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اميرة الورد
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
اميرة الورد


عدد المشركات : 2601
مستواك : 1672
معدل اليومي :: : 34
تاريخ التسجيل: : 05/01/2010
العمر : 35
الموقع : تلمسان

عبد الوهاب البياتي------------ Empty
مُساهمةموضوع: عبد الوهاب البياتي------------   عبد الوهاب البياتي------------ I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 8:20 am

ماتسندباد القصيدة العربية المعاصرة:عبدالوهاب البياتي
بيننبوءة الواقع ونسغ الأسطورة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في موكب بسيطيحيط به الأجواء الصوفية ودعت دمشقالشاعر العراقي العربي الكبير عبدالوهاب البياتي‏,‏ عند سفح جبلقاسيون المطل على دمشق التي شهدتبواكيرز اشعاره وآخرها أيضا‏.‏
طاف المشيعون بنعش البياتي في الساحةالمشرفة على مقام الشاعر والصوفيمحيي الدين ابن عربي بحي الصالحية‏,‏وكان الطواف بناء على وصية الراحلالكبير الذي أحب ابن عربي‏,‏ الذيصال وجال في شتي أرجاء العالمالإسلامي‏,‏ ثم حط رحاله في دمشقليدفن فيها عام‏1240‏ ميلادية عن‏74‏عاما في حين توفي البياتي عن‏73‏عاما وأوصي بأن يدفن بالقرب من ابنعربي‏.‏
أعد الحفارون للبياتي مقبرة طولها‏220‏وعرضها‏120‏ سم‏,‏ عند سفح جبلقاسيون تحت مجموعة من الأشجار النادروجودها في المكان‏,‏ تمهيدا لبناءنصب خاص يحيط بها‏,‏ تكريما للشاعرالكبير الذي أكرمته دمشق منذ قدومهاليها للمرة الأخيرة من‏10‏ شهور‏.‏
ومثلما شارك شعراء ومثقفون ومسئولونعن الثقافة والرئاسة في تشييعالجثمان فإن مدفنه جاء وسط كوكبة منالأنبياء والصالحين‏,‏ قريبا منالنبي ذي الكفل والنبي يونس علىهماالصلاة والسلام‏,‏ وإلي الأعلى مكانأهل الكهف‏.‏ وعلى الرغم من ذلك فإنالمكان يعيش فيه الكثير من البسطاءومتوسطي الحال‏,‏ مثلما كان البياتييشدو للفقراء والبسطاء‏,‏ ويتصديللظلم والاضطهاد‏.‏
وتصادف أن قررت لجنة تحكيم جائزة عبدالوهاب البياتي الشعرية العامالحالي منح الجائزة بالتساوي لثلاثمجموعات شعرية هي‏:‏ موتي من فرطالحياة للأديب حسن محمد سوري‏,‏وأهوال صغيرة لأحمد سواركة مصر‏,‏وقيامة الأرامل لحسن النصار العراق‏.‏ونوهت اللجنة بمجموعتين شعريتين هما‏:‏الخاطف في عزلته للسيد رشاد بري مصر‏,‏وستقوم اللجنة بطبع المجموعاتالفائزة‏.‏

بعدخمسين عاما من العطاء والترحال ترجلالشاعر العربي الكبير عبدالوهابالبياتي عن صهوة جواد الحياة الجامحالذي طاف به ارجاء الدنيا.
ولد عبدالوهاب البياتي في العاصمةالعراقية بغداد عام 1926 ، وحين بلغالعشرين من عمره، كانت لقصيدةالعربية على وشك حفر مجرى جديد لها،لتكون ادرة على التعبير عن همومعصرها، فكان أحد ثلاثة حملوا همالريادة في الشعر العربي الحديث فيالعراق وهم بدر شاكر السياب، ونازكالملائكة، وعبدالوهاب البياتي، ولمتكن ريادته ريادة السبق، بل ريادةتكريس هذا التيار الشعري، الذي صبغالقصيدة العربية بصبغته منذ أواخرالأربعينات حتى اللحظة الراهنة.
عام 1950 اصدر البياتي أول دواوينهالشعرية »ملائكة وشياطين« واتبعهبعد أربعة أعوام أخرى بديوان آخر هو »اباريقمهشمة عام 1954، وفي عام 1956 اصدرمجموعتين شعريتين هما: »رسالة إلىناظم حكمت« و»المجد للأطفالوالزيتون«، واتبعهما في العامالتالي 1957 بديوان آخر هو »أشعار فيالمنفى« وختم رحلة الخمسيناتالشعرية بديوانه »عشرون قصيدة منبرلين« عام 1959. في هذه المجموعات الستالتي أصدرها خلال السنوات العشرالأولى من تجربته الشعرية، شكلالبياتي ريادة حقيقية في شكل ومضمونالقصيدة العربية الحديثة، ففي مجالالشكل كرس القصيدة الحديثة القصيرةالتي تعتمد نظام التفعيلة الواحدة،وفي مجال المضمون، كان له الفضلالأكبر في إدخال الرمز والأسطورةالشرقيين إلى الشعر العربي الحديث،حيث عشتار وتموز يشكلان نسغ هذهالقصيدة.
ومنذ هذه المرحلة المبكرة، بدأعبدالوهاب البياتي رحلة النفي، سواءأكان هذا المنفى اختياريا أم قسريا،وفي هذه المرحلة أيضا أقام للقصيدةالعربية الحديثة تلك العلاقةالوثيقة مع القصيدة الطليعية فيالعالم، مثل ناظم حكمت، الذي ربطتهبه علاقة صداقة، وبلول ايلور، فغنىالحرية الذي بشر البياتي بشعرهوشاعريته في العالم العربي، وادخلعواصم العالم التقدمية إلى الخارطةالشعرية العربية.
في فترة الستينات ساهم عبدالوهابالبياتي في تلك الثورة الشعرية التيصنعت مجد القصيدة العربية المقاومة،فقد كان الوجه الآخر لقصيدةالمقاومة، التي حمل شعراء المقاومةالفلسطينية لواءها في هذه الفترة،وكان المناخ الآخر للشعر للمقاوم ليسعلى الساحة الفلسطينية فحسب، بل علىالساحة العربية بشكل عام، فقد كانتمجموعاته التي صدرت في هذه الفترةمعبرة عن الشعور العام بالخذلانوالهزيمة، هذا الشعور خيم علىالإنسان العربي حتى قبل هزيمة حزيران1967 ، وكأن البياتي كان يتنبأبالهزيمة قبل وقوعها من خلال قراءتهالنبوئية للواقع العربي فكتب »الناروالكلمات« عام 1964 و»قصائد« و»سطرالفقر والثورة« عام 1965 ، و»الذي يأتيولا يأتي« عام 1966. في هذه المجموعاتالتي سبقت الهزيمة، كان عبدالوهابالبياتي يرصد المناخ العام لهذاالواقع وكان يقرأ ملامح الهزيمة التيدخلت النسيج العام لانسانه من المحيطإلى الخليج ولذلك لم تأت مجموعاتهالأخرى التي أصدرها بعد هزيمة عام 1967قفزة في الهواء، كما حدث مع العديد منالشعراء العرب الذين أفاقوا على صدمةالهزيمة، وانما جاءت ضمن سياقهاالعام، وضمن امتداداتها الحقيقية،فكانت مجموعاته "الموت في الحياة"عام ،1968 و :بكائية إلى شمس حزيرانوالمرتزقة" و "عيون الكلابالميتة" عام ،1969 تجربة متميزة فيالتعامل العربي مع الهزيمة.
منذ السبعينات، بدأ عبدالوهابالبياتي منحى آخر في قصيدته بشكل خاصوالقصيدة العربية بشكل عام، حيث اتجهبقصيدته إلى تعميق الرفض الفلسفيللهزيمة، من خلال "الكتابة علىالطين" عام ،1970 و "قصائد علىبوابات العالم السبع" عام ،1971 و"سيرة ذاتية لسارق النار" عام ،1974و "كتاب البحر" وقمر شيراز عام ،1975وصوت السنوات الضوئية" و "مملكةالسنبلة" عام ،1979 و"بستان عائشة"عام 1989. خلال عقدي السبعيناتوالثمانينات، تابع عبدالوهابالبياتي جولاته السندبادية علىعواصم العالم هذه الجولات التي أثرتتجربته الشعرية من خلال تواصله معالتجارب الشعرية العالمية الرائدة.
ولم يتوقف إبداع البياتي على الشعر،الذي ظل وفيا له طوال نصف قرن منالزمان، بل كتب المسرح من خلالمسرحية "محاكمة في نيسابور"ودراسته "بول ايلور مغني الحبوالحرية" و "اراغون شاعرالمقاومة"، إضافة إلى ذكرياتهالأدبية والسياسية من خلال "يومياتسياسي محترف"، و "تجربتيالشعرية".
ترجمت اعمال البياتي إلى العديد منلغات العالم الحية مثل الإنجليزيةوالفرنسية والإسبانية والروسيةوالفارسية، وكتبت عنه اكثر من خسميندراسة بلغات مختلفة.
هذه الرحلة من العطاء، انتهت تماماكما تنبأ بها البياتي في قصيدتهالقصيرة المعبرة " المغني والقمر".
(1)
رأيته، يلعب بالمقلوب بالياقوت"
(2)
رأيته يموت
(3)
قميصه ملطخ بالتوت
وخيط عنكبوت
يلتف حول نايه المحطم الصموت
وقمر اخضر في عيونه
يغيب عبر شرفات الليل والبيوت
وهو على قارعة الطريق في سكينة يموت"
اجل هكذا مات البياتي وهو على قارعةالطريق من المنفى إلى الوطن.

كانيجلس على كرسيه وحيدا
عندماماتفارقالشاعر العراقي الكبير عبدالوهابالبياتي الحياة بصمت وحيدا وهو يجلسعلى كرسيه، ويقول البياتي في إحدىقصائده :
»يموتالشاعر منفيا أو مجنونا أو منتحرا«ويبدو انه اختار الموت في المنفى0
ومن قصائد البياتي التي انتشرت كثيراقصيدته اغنيتان إلى ولدي ويقول فيها:

»ونحنمن منفى الى منفى ومن باب لباب نذوي00كما تذوي
الزنابق في التراب غرباء يا وطنينموت00 وقطارنا أبدا يفوت«.
ولد البياتي عام 1926 وهو العام نفسهالذي شهد ولادة الشاعرين بدر شاكرالسياب وبلند الحيدري0 والمفارقة انالثلاثة توفوا خارج الوطن حيث توفيالسياب في الكويت والحيدري في لندن0
وكان آخر ديوان للبياتي صدر قبل أيامعن دار المدى في دمشق بعنوان "نصوصشرقية " وبدأ فيه مرحلة متقدمةأخرى حيث رؤية سيروية للطفولةواستعادة التاريخ الشخصي في الحبوالولادة والموت0
كما فتح البياتي في هذا الديوانتجربته على آفاق أخرى عندما كتبقصيدة النثر مما يؤكد انحيازه لجوهرالشعر بعيدا عن الأشكال الشعريةوصراعاتها.
كان البياتي معنيا بجوهر الشعرالجديد في الوطن العربي في كل مكانوفي هذا الصدد كانت جائزة البياتيالشعرية التي خصصت للشعراء الشبابوالتي كان يمولها من حسابه الشخصي0

البياتيفي ذاكرة الشعراء والكتاب العرب
الشاعر جريس سماوي نائب مدير مهرجانجرش
قابلت البياتي أول مرة في مهرجانالمربد في العراق عام 1987 على ما اذكروقد سعيت إليه في بهو الفندق وتعرفتعلىه وأهداني بعض كتبه، وقد كانالبياتي «وقلة من شعراء الريادة فيالعراق ولبنان» أستاذنا نحن الشعراءالذين بدأنا نتهجى الحياة بالشعر،كان اسم البياتي مؤتلقا مثيرا مبهرالنا، ففي نصه خروج على المألوف وعلىالشكل المقدس والنمطي للشعر العربي.
الشاعر احمد الخطيب
برحيل البياتي يفقد الشعر مرساته،وتفقد الأمة العربية علما شعريا منابرز أعلامها، انه مصاب عظيم، إذتتهاوى رجالات الأمة الذين قست علىهمالحياة، وأبعدتهم عن التماس المباشرمن شعبهم، برحيله، يتقد، ونفتح باباآخر للفجيعة، هل كان البياتي يعرفغربته؟
ثمة معنى للغربة يتسع مع اتساع الحدث.
ثمة جيل كان يعرفنا اكثر مما نعرفه،جيل توزع على خارطة العالم نفيا لمنعطه حقه، كان بواحا بأسرارنا التيكنا نخشى أن نبوح بها، وعلى رأس هذاالجيل البياتي الشاعر الذي أدخلناخلوته زمنا طويلا، لنخرج بعدهاعارفين بادق تفاصيل المعنى، معنىالحرية والانبعاث من رماد المكانوالزمان.
برحيل البياتي
تتسع دائرة التوحد مع النفس والوجود،وتتسع دائرة الصرخة، صرخته حين مربنا في غناء العروبة تلك التي فقدتمآثرها حين سلبت الروح هجوعها.
أيها الشاعر الرمز، نم قليلا لتصحو،فما زالت عائشة تكلمنا وما زالتأباريقك المهشمة تفيض بماء الوجود،نم مطمئنا على تركتك التي تحيطالمرئي واللامرئي من غبث الزمان، نمأيها الفارس الشاعر .. فأوراقناستتبعك عطاء ملهما في كل لمحة .نم
أيها الفارس قليلا
لتصحو
سليمان دغش – شاعر من فلسطين
فجعنا بخبر رحيل الشاعر العربيالكبير عبدالوهاب البياتي الذييعتبر أحد الأهرامات الثقافيةالمعاصرة، ولا شك أن رحيله سيتركفراغا كبيرا في الحركة الشعريةوالأدبية العربية، بالنسبة لناالشعراء والأدباء الفلسطينيين كانالبياتي مثالا للتحدي والثورة.
ولديه مدرسة شعرية مميزة تأثرنا بهاكثيرا وأثرت علىنا فحفظنا أشعاره عنظهر قلب ، كنا نتمنى أن نستطيع أننشارك في تشييع هذا الهرم الشامخ إلاأن الظروف السياسية تحول دون ذلك،ونتمنى من إخواننا في سوريا أن يضعواباقة ورد باسم شعراء فلسطين على ضريحالبياتي.
يوسف رزوقة - شاعر من تونس
رحل البياتي ولم يرحل كان صديقاعزيزا وشاعرا كبيرا شغل الدنياوالناس في آن وكان محتفيا ومحتفلابالحياة ومشتقاتها، فقدناه فجأةرمزا شعريا لا يستهان بثقافتهالإبداعية الهائلة.
رحمه الله
سلوى السعيد شاعرة - الاردن
إنه الشاعر في أسلوبه وحياته واطلاقهانه الإنسان في حالاته، رحم اللهالشاعر البياتي رحمة واسعة.
لقد تعرفت علىه قبل سنين قليلة فيالفينيق وكان هادئا ثابت القلب مثلأبي الهول كان عظيما في حديثهوتصرفاته.
عبدالناصر صالح - شاعر من فلسطين
يعتبر البياتي صوتا شعريا مميزا علىخارطة الشعر العربي المعاصر فقدامتاز عن رواد الشعر العربي أمثالبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبدالصبور بمنحاه (الميثوبي الأسطوري)حيث استطاع أن يوظف الأساطير والتراثالعربي والإنساني في خدمة إبداعه.
وفي ديوانه بستان عائشة اختزلالبياتي تجارب إنسانية متعددة وأعطىتجربته الشعرية بعدا جديدا خارجالمعتقدات الثقافية السائدة.
فلهذا اعتبر وفاته خسارة كبيرة للشعرالعربي الحديث فهو نجم هوى بعد أن ملأالقلوب والفضاء إبداعا وشعرا لا يقلأهمية عن شعراء العالم.
أحس أني فقدت جزءا مني فلم أتوقع أنتكون وفاته سريعة بهذا الشكل فهوالإنسان الصديق والأخ والمبدع وهوالصوت المتفرد الذي أعطى الإنسانالعربي والثقافة العربية بعداجماليا متميزا.
المتوكل طه - شاعر من فلسطين
نستذكر بمهابة واحدا من أهم الشعراءالذين اصلوا للقصيدة المعاصرة فيالنصف الأخير من هذا القرن وجعلهامتاحة لكل حالات التجريب والاختلافوبهذا فان خسارة البياتي كبيرةوعزاؤنا أن إبداعه باق وان رحل جسده.
ومما يجعل وفاة البياتي قاسية انهيموت خارج وطنه مثله مثل الكثيرين منكبار مبدعي العرب الذين لم يستطيعواحتى الموت في ديارهم.
ومواساتي لكل الشعراء ولأسرة الفقيدولمحبيه.
الشاعر موفق ملكاوي - الاردن
كنا نظن أن هؤلاء لا يمكن أن يتجرأعلىهم الموت.. لكننا بدأنا نشك بالأمرمنذ نزار.. وهكذا اعتدنا الفجيعة.
لقد كان البياتي آخر الحصون المنتصبةللقصيدة العربية وبوفاته خسرتالقصيدة وخسر الشعر واحدا من اكثرالشعراء الذين فتحوا بتجريبهم آفاقاجديدة للكتابة الشعرية، وبذلكاستطاع أن يتفرد وحيدا خارج الأسرابالتي تغرب الشعر، وتضعه في مدارجخارجة عن الرؤية للخصوصية العربية.
مات البياتي.. ونحن - أظننا - موتى منبعده.. فمن سيحمل راية الشعر!! منسيزرع «بستان عائشة» بالزهور،ويملأه بالأطيار مات البياتي.. ونحنغارقين في تبغنا.. فمضى وحيدا وغريبا،لم نأنس وحشة احتضاره سوى قصائدهالتي ستبقى خالدة فينا.
الشاعر عبد الخالق كيطان - الفائزبجائزة البياتي عام 1998
فلما توحد العراقيون على اسم ما..ولكنهم يتوحدون على رموزهم الكبرى فيالشعر، هكذا يقفون بجلال اسفل تمثالالسياب العظيم.. وهكذا ذرفوا دموعالأسى على الرحيل المتكرر لرجالصنعوا للامة مجدا بأشعارهم (بلندالحيدري، الجواهري - البياتي) رحيل البياتيبعيدا عن وطنه هو الخسارة الأكبر..هذا الرحيل المتتالي بعيدا عن الوطنلشعراء الوطن لا يمثل إلا وجعا مضافالوجع العراق التاريخي.. البياتي لميكن اسما عاديا في فضاء الشعرالعراقي والعربي والعالمي.. انه نجمهوى في وقت نحن أحوج ما نكون فيهلبقائه، وهذا ليس كلاما عن آباءصنميين لقصيدتنا الجديدة، انه الألملفقدنا تجربة من انضج تجارب الشعرالعربي الحديث، في حياته كان الناطقالرسمي للشعر المنفي وفي موته ظلكذلك، ومن هنا انظر إلى بغداد فأرىجموع النادبات وحشد الملتاعين واصدقتماما أن الشعر اكبر من الجميع.
الشاعر معين شلبية - فلسطين
رحل الذين احبهم.. رحلوا، وهكذا دونسابق إنذار فوجئنا برحيل رائد منرواد الشعر العربي الذي أسس حركةالشعر الحديث وأسس مدرسة خاصة تتلمذفيها الكثير الكثيرمن الشعراء..نحننعزي أنفسنا بداية، ونعزي أمة كاملةبرحيل هذا الفارس المتألق دائما،الذي سيترك بصماته على خارطة الشعروعلى مساحة القلوب التي تعشق الكلمةالحرة وتعشق التحليق في سماء بعيدة.
رحمة الله علىك يا أبا على وأسكنكفسيح جناته.
سعدي يونس بحري - مسرحي من العراق -مقيم في باريس
عندما يموت شاعر كالبياتي تنطفئ معهشمس كاملة ولكن يبقى شعره خالدامنيرا ورجل مثله لا يمكن ان يعوض بكلإبداعه ورقته وأخلاقه سيبقى مدرسةكبيرة لعالمنا العربي ومدرسة عظيمةللعالم بأكمله، الشاعر هو الحلمالمرهف لكل ليالي الظلام أينما كانالإنسان، وامتنا العربية بحاجة إلىرجال بهذا المستوى وبهذه العظمة.
جعفر العقيلي قاص وشاعر
من سيعتني ببستان عائشة؟ من سيقلمأشجاره، ويتفيأ بظلالها الوارفة.. منسيسقيه الماء كل صباح.
بعد رحيل البياتي أحد سدنة الشعروحراسه.. هل ثمة طريق تفضي بالشعر إلىالقه الأول وهالته البكر؟!
الجواهري ثم نزار، ثم البياتي.. هلأقول إن أفولا ما يترصد للشعر؟! هلأقول أخاف على مصيره ومستقبله؟!

مفيدخنسه: أديب سوري
كانبحق واحداً من ابرز رواد التجديد فيالشعر العربي المعاصر، وقد استطاعخلال تجربته الأدبية أن يكون له صوتهالخاص وتجربته الفريدة.
ولعلأهم سمة تمتاز بها تلك التجربة هيالجانب الإنساني: فقد كان صرخة عنيفةفي وجه البؤس والشقاء الإنسانيوالشرور التي تحيط بالإنسان العربي.وقبل كل هذا كان البياتي الإنسانالنبيل الذي يرعى تجارب الشباب ويعملعلى إخراجها إلى عالم النور، حتى أسسجائزة البياتي للشعراء الشباب. اختزنفي ذاكرته ثقافة الماضي والحاضر،ونهل من معين الثقافة العالمية،وخاصة الأوروبية منها فكان التجديدلديه عفوياً دون أن يقلد الغرب أويتشابه مع غيره من الشعراء العرب.
رحلالبياتي بعد أن ترك ذكراه العطرة فيطل مكان أقام فيه وفي كل مكان زاره،رحل آخر العمالقة في الشعر العربيالمعاصر وبقي أثره الإبداعي الخالدعبر الزمن.
عبدالوهابالبياتي:
مجددكبير في اللغة الشعرية
كان عبدالوهاب البياتي ثالث ثلاثةتنازعوا أبوة الشعر العربي الحديث،أو أمومته: بدر شاكر السياب، نازكالملائكة، وعبدالوهاب البياتي، وقدرحل الأول وها هو الأخير يرحل عن هذاالعالم بعد أن تبدد غبار النقاش حولقضية الريادة، أي حول من كان فيالحقيقة أول من كتب قصيدة حرة خارجةعن نظام الخليل بن احمد، لكن البياتيسيبقى في ذاكرة الشعر العربي المعاصربصفته واحدا من بين قليلين ارسواللقصيدة العربية الحديثة قواعدوتقاليد جديدة، وكرسوا صيغة الخروجعلى ما استقر في ذاكرة القرونالعربية من شعر، وهو انتزع هذه الصفةمن إصراره على كتابة شعر مختلف فينهاية الأربعينيات إلى الحد الذي دفعناقدا وأكاديميا كبيرا بحجم الدكتورإحسان عباس لتكريس كتابه »عبدالوهابالبياتي والشعر العراقي الحديث« 1955لذلك الشاعر الشاب الطالع من بوابةالشيخ في بغداد متحديا عنف التقليدوالتصور السكوني للعالم.
لقد كان البياتي في بداياته مثله مثلالسياب يمتلك روحا رومانسية متمردةنفثت رؤيتها للأشياء والعالم في »ملائكةوشياطين« حيث نعثر على البذور الأولىللحركة الانقلابية التي قام بها جيلالرواد في القصيدة العربية، كانالبياتي رومانسيا في بداياتهالشعرية ينهل من التراث الرومانسي ذيالنزعة الجهنمية، ولكن ثوبالرومانسية ضاق على أفكاره وتصوراتهوروحه الشعرية فكتب قصائد »أباريقمهشمة« و»المجد للأطفال والزيتون«فاتحا بشعره الجديد أفقا مختلفا فيالقصيدة العربية، ومع ذلك فانالبياتي لم يغادر التقليد الرومانسيالأصيل في شعره، بل وظف هذا التقليدلكتابة قصيدة ذات نفس تحريضي يدعوإلى تغيير العالم، وهي دعوة تقع فيقلب الدعوة الرومانسية بالأساس،نعثر علىها في منجز الشعراءالرومانسيين الكبار.
شعر البياتي إذن يحتفل بتلك النبرةالرومانسية الثائرة على الوجودوالعالم، ولكنه يضيف إليها بدءا من »أباريقمهشمة« ثورة الشكل التي مكنته منالتعبير بسهولة اكبر عن تمرده وحنقهعلى الوجود والبشر، ورغم النزوعالمباشر الذي يبرز في شعره أحيانافان الشاعر الكبير الراحل يظل قريبامن التقليد الرومانسي الذي استقى منهصوره وتلاوين عالمه في بداياته التيتتصل بنهاياته.
لكن تجربة عبدالوهاب البياتي حققتانعطافتها الفعلىة في مجموعاتهالشعرية التي أنجزها في الستينياتوالسبعينيات، الذي يأتي ولا يأتي،الموت في الحياة، الكتابة على الطين،قصائد حب على بوابات العالم السبع،قمر شيراز، بستان عائشة، في تلكالمجموعات الشعرية يستخدم البياتيأقنعته العديدة مستفيدا من الأساطيروحكايات ألف ليلة وليلة لابسا أقنعةعمر الخيام وجلال الدين الرومي،والشعراء المتصوفة مخاطبا عائشة،التي هي قناع من أقنعته التييستخدمها في شعره كثيرا، لكنه يظلوفيا للشروط التي تصنع قصيدته عبراستخدام صور قريبة المتناول قادرةعلى إيصال قدر يسير من المعنى رغماستخدامه تقنية القناع وبنائه عالماشعريا يتكئ على مواد الأسطورة محيلاقارئه على الدوام إلى تلك العوالمالسحرية التي يخلقها.
إن شعر البياتي، الذي حظي على مدارنصف قرن بالتفات النقاد إليه، وظلطوال حياته محل اخذ ورد، وكتبت عنهعشرات الكتب ومئات الدراسات وآلافالمقالات، يصبح الآن، وبعد اكتمالدائرته بموت صاحبه، مثار أسئلة مننوع جديد: أسئلة تتنكب العارض،المتصل مثلا بقضية شكلية عابرة مثلالريادة، وتنصب على الجوهري في شعرالبياتي، على مسيرته الشعريةوتطورها، وأثره الفعلى في أحداثانعطافه في التجربة الشعرية العربيةالحديثة، وقدرة لغته الشعرية علىإكساب اللغة الأدبية بعضا من وضوحالمرسلة الشعرية لديه، ومزج اليوميبالأسطوري في شعره بطريقة لافتة، تلكقضايا على الباحثين والنقاد، منالمنكبين على دراسة شعر البياتي، أنيلتفتوا إليها بعد رحيل الرجل الذيأثار المعارك الأدبية والمناكفاتاليومية مع الكتاب والشعراء ضجيجاوغبارا حجب في أحيان كثيرة أهميتهالكبيرة كشاعر ومجدد في الشعر واللغة!

رحلوالشعر في دمه يصرخ
طاف البياتي أزمنة وهو يحمل بيته علىظهره، خمسة عقود من التجوال والشعروالاشتباك، ضاقت به مدن، وضاق بها،ولم يكن غيابه مدرجا في التوقعات،لأنه دافق بالحياة، مندفع بقوة نحومصب لم يبلغه أبدا..
ميتة دمشقية، تليق بما قاله عن ابنعربي في تحولاته.. بعيدة دمشق، قريبةدمشق، من يوقف النزيف في ذاكرةالمحكوم بالإعدام قبل الشنق؟
انه أحد جذور الحداثة.. توضأت قصائدكثيرة من أباريقه المهشمة.. وكانسباقا إلى الوثب من خرائب الرومانسيةوأقمارها الحزينة إلى واقع صلب، حيثالشمس والحمر الهزيلة والذباب.. هياقانيم قرية عربية خمسينية عاشت بينالساطور المحلي والبسطار الأجنبي،وحاولت النهوض، لكن الحمولة كانتباهظة، شهد البياتي على هذه الحواريةالدامية بين الصياد والفريسة، وحاولمرارا الفرار نحو صوفية تراوح بينالخرقة العزلاء.. والسكين المشحوذ..
وكان له حلاجه بين حلاجي حضارةانكفأت داخل غمدها الصحراوي وأوشكتعلى الخريف.. قلما ظفر شاعر كمثلهبهذا العدد من الخصوم.. والأصدقاء..وما بينهما، فقد كان سادرا فيحواراته، وأحيانا يهوي بالمعول علىالجذع دفعة واحدة..
عرفته شخصيا منذ ثلاثين عاما، وتعلمتمنه غير الشعر.. قوة الإرادة،واستدعاء الاحتياطي في لحظة رخوة،عند منحنى حاسم..
قليلون جدا هم أولئك الذين لم يعرفوهعن كثب، فهو عاشق التجوال والمقهى،مشّاء لم يقد سيارة طوال عمره.. لهذافهو إشكالي بامتياز وما من حياد يمكنأن يتحقق إزاءه..
منذ إنصاف د. إحسان عباس له في دراسةمبكرة هي توأم الحداثة الشعرية..ودفاعها.. تواصلت الدراسات عنالبياتي.. وكان السلبي منها إزاءهشفاهيا في اغلب الأحيان، اما المدون،فهو عشرات الاطاريح الأكاديميةوالحوارات، والتعلىقات..
منجزه الشعري غزير، وذو محطات عديدة،حلق عاليا في قمر شيراز والكتابة علىالطين وقصائد حب على بوابات العالمالسبع..
لكن جاذبية الواقع والتراب، كانتتعيده إلى بواكيره.. فيسمي الأشياءبأسمائها ويحاول الفرار من ترميزيهرب أوجاعه، وأشواقه.. ومكابداته..
وقد يمر وقت ليس بالقصير قبل أن تعادقراءة البياتي في سياقه الزمني،وتبرأ تجربته من كل ما شابها من »شخصنة«نقدية ومساجلات بلغت حدّ التنطع.
رائد.. ومبشر بالحداثة.. ورهانه شعريأولا وأخيرا.. إن غيابه به الكثير منالعصيان، لانه لم يكن مجرد عابر.. بلكان له من الحضور ما يفيض..
انه كسائر السلالة.. يتوارى خلف جسدهوربما تحت قبره، ليعود إلينا مصفّى،فأمثاله.. يواصلون الحياة في بيوتناومكتباتنا ولهم صدى في كل صوت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبد الوهاب البياتي------------
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: -,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸¤~°*¤ô§ô¤*~( مـــنــتديــات الــــــمــواد الـــدراســـيــة )~*¤ô§ô¤*°~¤,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸- :: منتدى مواد اللغة العربية-
انتقل الى: